لإرسال المقالات والصور والفيديو لمناسباتكم على الإيميل التالي

السبت، مايو 31، 2008

الكتل في البرلمان الخامس عشر كالرمال المتحركة

جريدة الأنباط - 28 May 2008
الأنباط - عصام مبيضين :

لازالت الكتل في البرلمان الخامس عشر حتى الان دون تبلور واضح ومفهوم مقنع ، لهذا فان خارطة تشكيل الكتل البرلمانية لن تتضح قبل مرور بعض الوقت على بدء الدورة الاستثنائية.
وقد تكون الدورة الاولى واستراحة النواب من عناء الجلسات فرصة لاعادة تشكل الكتل وفق صوراخرى بعد المشاورات والمناقشات الحثيثة والمستمرة من اجل تبلورالكتل المتفاهمة.
ويعتبر الحراك النيابي النشط الذي يغلب عليه طابع التعرف على النوايا وتبادل وجهات النظر والخبرات بين 73 نائبا يدخلون البرلمان لأول مرة من أصل 110 نواب مع البعض الآخر الذين تتفاوت خبرتهم ما بين النيابي المخضرم وما بين من اكتسب خبرة كافية في تجربته الأولى السابقة في العمل البرلماني.

ولهذا شهد مبنى البرلمان الأردني هذه الايام عددا كبيرا من الـ "كولسات" والاجتماعات النيابية المكثفة ، أدارها نواب قدامى من الجنرالات المتقاعدين وبعض النواب الجدد من مختلف الأطياف النيابية
الانطباع العام جيد وتسيطر عليه الرغبة بالتعاون لأنها الأساس في هذه المرحلة التي يعد التغلب فيها على المشاكل الكبيرة للوطن والمواطن أحد أهم ملامحها التي لمسوها في الدورة الاولى .
ولأجل هذا يسعى «نواب البزنس» تحديدا وغالبيتهم من التجار والمقاولين للبحث عن قوة سياسية تسند نفوذهم الاقتصادي المتنامي في الكتل ومن اجل ان يتوجوا تمثيلا نيابيا تحت القبة بشكل مؤثر للدفاع عن مصالحهم وعرقلة سن قوانين يمكن ان تضر باستثماراتهم.
مصادر نيابية مطلعة كشفت ان ممثلي تيار الليبراليين الاقتصاديين، وهم سياسيا اقرب الى طبقة الد يجتل من الوزراء كما أن بين الطرفين خطوط لقاء وافكارا مشتركة يسعون الى عصرنة القوانين وتشريع فتح ابواب الاستثمار بشكل متسارع .

وعلى كل الاحوال تعرف الحكومة ان المجلس النيابي الحالي لن يحمل صبغة سياسية واحدة وهو لن يكون موحدا بشكل مزعج للحكومات لأن العلاقة بين السلطتين ستكون «بالقطاعي» مع النواب بشكل منفرد بعد ان ولّى زمن الخدمات المجانية وحل مكانه مبدأ تبادل المنافع والمصالح.
وهذا الامر يؤشر الى ضرورة ان تكون حكومة المهندس نادر الذهبي مرنة قوية ومتجانسة بشكل مقنع قادرة على الدفاع عن مشاريع القوانين والقرارات الحكومية الصعبة وغير الشعبية.
وسط كل هذا بدا النواب يشعرون ان تحركاتهم الفردية في البرلمان لا تفيدهم ولا يحصدون منها شيئا لهذا فانهم اصبحوا يحاولون الانضمام الى الكتل النيابية المختلفة.
ولهذا اصبحت بعض الكتل مثل الرمال المتحركة يخرج منها بعض النواب او ينضمون إليها دون اسباب مقنعة حيث لا توجد مفاهيم اوايدلوجيات او قواسم سياسية مشتركة باستثناء كتلة نواب الاخوان المسلمين القليلة العدد بعد انهيار كتلة الوفاق الوطني وانسحاب نواب من التيار الوطني، وانتعش أمل أقطاب المجلس وابرزهم الروابدة والدغمي والعبادي والسرور في التفكير وهم من يعتبرون انفسهم يشكلون قيادات من الصف الأول ويصعب ضمهم في كتلة واحدة مصادر نيابية قالت لـ"الأنباط" ان الكتل من أساسيات العمل البرلماني الذي لا يستوي من دونها، فلا بد لوجود كتل ذات ألوان وتوجهات وآراء في المواضيع المختلفة، وقد وافق على ذلك كثير من النواب لكن لا بد من التروي والدراسة وتابع انه لا يمكن الاستغناء عن الكتل إذا توافق أعضاء المجلس على آليات عمل محددة، لها وليس كما يحصل حاليا.
من جهة اخرى وخلال المجالس النيابية منذ التسعينيات ظهرت بعض الكتل بأداء ضعيف متردد متناقض نسبيا يعوزها التماسك والترابط والمشاورات وابرزها في مجلس النواب الحالي وابرز ملامحها في الدورة الاولى هي كتلة التيار الوطني.

كتلة التيار الوطني :
اصبحت كتلة التيار الوطني(59) نائبا التي تشكلت بعد مخاض عسير يبدوعليها الخمول والتردد وتشتتت مواقف اعضائها وتباينت مواقفهم باستثناء بعض البيانات الصادرة في المناسبات التي جمعت التيار فالكتلة منذ تأسيسها تهدف أن تكون مشروع إطار" لحكومة ظل" برلمانية، خاصة وان القائمين عليها يحرصون على ان تكون مستندة على برنامج عمل شمولي يتناول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحيث تظهر أمام صانع القرار انها مشروع سيولد حزب الأغلبية ما يجعل الحكومة تنفذ برامجها دون صخب، ولوبيا يؤثر على خططها فيصبح عمرها طويلا مثل تجارب الدول العريقة في الديمقراطية، خاصة أن رئيس الكتلة المجالي وحده بين الأقطاب المعروفين في الساحة من يمتلك الرؤية والإرادة والقدرة وكاريزما قادرة على متابعة مشروع سياسي ضخم بهذا الحجم في هذا الوقت بالذات. ان تشكيل هذه الكتلة سيزيد من القيمة السياسية والتفاوضية للمجالي، إضافة لزيادة مكاسبه كرئيس لمجلس النواب "وستضطر جميع الأطراف بما فيها الحكومة إلى اللجوء لمحاورته والحديث إليه في كل التفاصيل لضمان أغلبية نيابية عند الحاجة إلى النواب في تمرير أي قرار أو مشروع.
وهنا تساءل بعض المراقبين هل ستلعب" كتلة المجالي" الجديدة دورا في طريقة تشكيل الحكومات مستقبلا في الأردن ، وفق نسق جديد عبر إعادة تجربة حكومة سليمان النابلسي في الخمسينيات عندما شكل الحزب الفائز في الانتخابات النيابية الحكومة آنذاك؟.
فالكتلة لا تضم أقطابا معروفين في البرلمان ينازعون المجالي على الكرسي مما سيزيد من القيمة السياسية والتفاوضية له. مراقبون لنصف الكأس الممتلئ يؤكدون ان هذه الخطوة ستؤطر العمل النيابي وتنظم الموضوع من كافة الجوانب وان مخاض العمل سيولد بعد ذلك حزبا سياسيا كبيرا ينافس الحركة الإسلامية وحزب جبهة العمل الإسلامي والحد من شعبيتهم في الشارع .
ولكن الأمر الذي يحد من الانطلاقة حسب المراقبين ان الكتلة جاءت قبل ان يولد الحزب في اجتماع ضم 60 نائبا في مقدمتهم رئيس مجلس النواب المهندس المجالي، حيث أعلن عن تشكيل كتلة نيابية باسم كتلة نواب التيارالوطني، خاصة انه اشتغل على تأسيس تيارحزبي وسطي قبل الانتخابات النيابية مع عدد من الشخصبات. .

ومن الضربات الموجعة التي تلقتها كتلة المجالي مؤخرا الانسحابات والاتهامات التي وجهت للتيار خاصة ما قاله النائب صالح الجبور بحق كتلة التيار الوطني المشكلة من :
رئيس الكتلة عبد الهادي المجالي وكل من النواب حسن صافي ، محمد سلمي الكوز ، خلف الرقاد ، محمد أبو هديب ، احمد العدوان ، لطفي الديرباني ، منير صوبر ، قاسم بني هاني ، حسني الشياب ، راجي حداد ، عصر الشرمان ، احمد البشابشة ، يحيى عبيدات ، خالد البكار ، شرف الهياجنة ، محمود المهيدات ، ياسين الزعبي ، بسام المناصير ، سليمان الغنيمات ، فخري الداود ، خالد السطري، عبد الفتاح المعايطة ، عبد الله الزريقات ، عاطف الطراونة ، يوسف الصرايرة ، جميل العشوش ، علي الضلاعين ، نصر الحمايدة ، ضيف الله العموش ، فواز حمد الله ، موسى الخلايلة ، فرحان الغويري ، نواف المعلا ، إبراهيم العموش ، مفلح الخزاعلة ، عبد الرحمن الحناقطة ، محمد عواد ، محمد السعودي ، يوسف ابو صليح ، رياض اليعقوب ، محمد ابو الهية ، محمد الزريقات ، مفلح الرحيمي ، احمد العتوم ، ناجح المومني ، رضا حداد ، أيمن الشويات ، زياد الشويخ ، محمد البدري ، حابس الشبيب ، صوان الشرفات ، عبد الله الجازي ، إضافة إلى إنصاف الخوالدة وحمدية الحمايدة وريم القاسم وثروث العمرو وناريمان الروسان وآمنة الغراغير من السيدات.
وكل ما طرأ على الكتلة منذ اعلانها هو انسحاب اربعة نواب هم :محمود العدوان ومحمد الزناتي ومحمد الشرعة وصالح الجبور. وانضمام اربعة اخرين ، حيث انضم النائبان عاطف الطراونة ويوسف ابو صليح وهما لم ينخرطا منذ البداية في الكتل ، وانتقل النائبان يوسف الصرايرة وجميل العشوش من كتلة الوفاق للتيار .
كتلة الحركة الاسلامية :
اما كتلة جبهة العمل الاسلامي التي تضم ستة نواب فظهرت على الميدان احيانا بتناقض تصويت اعضائها بين الرفض والموافقة ولكن في المواقف التي تتطلب الحزم كالثقة والموازنة مواقفها واضحة ورغم ذلك فان الاطا ر الايديولوجي الذي يجمهم يقدم صورة للمراقبين فيها انسجام وضبط معقول حيث تتباين الاجتهادات ولكن المناورة تكون ضمن المساحات المتوفرة.
ونظرا لقلة اعضاء الكتلة الاسلامية لم يعد يحسب حسابهم في تغيير مسار قرارات المجلس.
كتلة جبهة العمل الاسلامي 6 نواب وهم :
رئيس الكتلة حمزة منصور أما النواب فهم :عزام الهنيدي ، سليمان السعد ، عبد الحميد الذنيبات ، محمد القضاة ، محمد عقل.

كتلة الاخاء :
وقف المراقبون امام كتلة الاخاء التي تضم عناصر الشباب من النواب الجدد وبعض القدامى حيث كان لها دور واضح وموثر في اعطاء ميزة عن الكتل الاخرى خاصة ان من تجمعوا فيها تتلاقى بعض افكارهم باتجاة معين ويسعون للخروج من عباءة الاقطاب وقد القوا في جلسة النفط كلمة موثرة حملت اكثر من خمسين سؤالا ويتوقع المراقبون ان تلعب الكتلة في الدورة الثانية دورا منظما بفريقها الديناميكي العصري وهي مرشحة للصمود وانضمام اعضاء آخرين اليها. وتضم كتلة الإخاء الوطني 15 نائبا منهم:

تيسير الشديفات ، يوسف القرنة وأحمد الصفدي ، طارق خوري ، رسمي الملاح ، مرزوق الدعجة مبارك ابو يامين ، ميرزا بولاد ، حازم الناصر ، عبد الرحيم البقاعي ، جعفر العبدلات ، صلاح الزعبي ، عدنان العجارمة ، ميشيل حجازين ، نصار القيسي.

أما آخر الكتل المنهارة فهي :
كتلة الوفاق:
التي لم يكن فيها وفاق فانهارت بسبب غياب التنظيم وارتكازها في البناء على الاطر الشخصية والمصالح الضيقة كما ذكر اعضاء الكتلة المنحلة.
والان وبعد انتهاء الدورة العادية الاولى بقي خارج طيف الكتل النيابية ( 30) نائبا منهم 19 لم ينخرطوا في الكتل منذ بداية البرلمان الخامس عشر وهم " عبد الرؤوف الروابدة ، عبد الكريم الدغمي ، سعد السرور، ممدوح العبادي ، مجحم الخريشا ، خليل عطية ، فلك الجمعاني، بسام حدادين ، محمود الخرابشة ، ابراهيم العطيوي ، سميح بينو، نضال الحديد ، محمد حسين الكوز ، حمد ابو زيد ، عادل ال خطاب ، عبد الله الغرايبة ، هاشم الشبول ، ياسين بني ياسين ، موسى الزواهرة " و( 7) نواب من اعضاء كتلة الوفاق سابقا التي حلت مؤخرا ، توفيق كريشان ، محمد الحاج ، يوسف البستنجي ، وصفي الرواشدة ، هاني النوافلة ، عواد الزوايدة ، سند النعيمات و ( 4 ) نواب استقالوا من التيار الوطني.

ليست هناك تعليقات:

دليل سياحي (بدوي)يحاور سائحا اجنبيا